الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
.وفاة ايلك خان وولاية أخيه طغان خان. ثم هلك ايلك خان سنة ثلاث وأربعمائة وكان مواليا للسلطان محمود ومظاهرا له على أخيه طغان خان فلما ولي تجدد ما بينه وبين السلطان من الولاية وصلحت الأحوال وانمحت آثار الفتنة في خراسان وما وراء النهر..انتقاض قراخان على أرسلان وصلحه. كان أرسلان خان قد ولى على سمرقند قراخان يوسف بن بقراخان هرون الذي ملك بخارى فانتقض عليه سنة تسع وأربعمائة وكاتب السلطان محمود صاحب خراسان يستظهر به على أرسلان خان فعقد السلطان على جيحون جسرا من السفن محكمة الربط بسلاسل الحديد وعبر إليه ثم خام عن لقائه فعاد إلى خراسان وانقطعت الموالاة بينه وبين أرسلان خان وتصالح مع قراخان واتفقا على محاربة السلطان محمود والمسير إلى بلاده فسار إلى بلخ وقاتلهما السلطان قتالا شديدا حتى انهزم الترك وعبروا النهر إلى بلادهم وكان من غرق أكثر ممن نجا وعبر السلطان في أثرهم..وفاة طغان خان وولاية أخيه أرسلان خان. ثم توفي طغان خان ملك الترك سنة ثمان وأربعمائة بعد أن كان له جهاد خرجوا من الصين في زهاء ثلثمائة ألف وقصدوا بلاده في ساعون وهال المسلمين أمرهم فاستنفر طغان طوائف المسلمين وغيرهم واستقبلهم فهزمهم وقتل منهم نحو مائة ألف وأسر مثلها ورجع الباقون منهزمين ومات طغان إثر ذلك وولي بعده أخوه أرسلان وكان من الغريب الدال على قصد إيمان طغان أنه كان عند خروج الترك إلى بلاد ساغون عليلا فلما بلغه الخبر تضرع لله أن يعافيه حتى ينتقم من هؤلاء الكفرة ويدفعهم عن البلاد فاستجاب الله دعاءه وكان محبا لأهل العلم والدين ولما توفي واصل أرسلان خان الولاية مع السلطان محمود وأصهر إلى ابنه مسعود في بعض كرائمه فاستحكم الاتصال بينهما..أخبار قراخان. الذي يظهر من كلام ابن الأثير: أن قراخان ولي بلاد الترك بتركستان وساغون فإنه ذكره عقب هذا الخبر بالعدل وحسن السيرة وكثرة الجهاد ثم قال عقب كلامه: فمن فتوحاته ختن بين الصين وبهستان وهي كثيرة العلماء والفضلاء ثم قال: وبقي كذلك إلى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة فتوفي فيها ولما توفي خلف ثلاثة بنين: أرسلان خان وكنيته أبو شجاع ولقبه شرف الدولة وبقراخان ولم يذكر الثالث.والظاهر أنه شرف الدولة قال: وكان لأرسلان كاشغر وختن وساغون وخطب له على منابرها وكان عادلا مكرما للعلماء وأهل الدين محسنا لهم وقصده كثير منهم فأكرمهم قال: وكان لبقراخان طراز وأسبيجاب ووقعت الفتنة بين بقراخان وأرسلان فغلبه بقراخان وحبسه وملك بلاده وقال في موضع آخر: كان يقنع من إخوته وأقاربه بالطاعة فقسم البلاد بينهم وأعطى أخاه أرسلان تكين كثيرا من بلاد الترك وأعطى أخاه طراز وأسبيجاب وأعطى عمه طغان خان فرغانة بأسرها وأعطى ابنه علي تكين بخارى وسمرقند وغيرهما وقنع هو ببلاد ساغون وكاشغر.قال: وفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة أسلم كثير من كفار الترك الذين كانوا يطرقون بلاد الإسلام بنواحي ساغون وكاشغر ويعيثون فيها ويصيفون ببلاد بلغار فأسلموا وافترقوا في البلاد وبقي من لم يسلم التتر والخطا في نواحي الصين انتهى ورجع إلى بقراخان الأول وقال فيه حبس أخاه أرسلان خان وملك بلاده ثم عهد بالملك لولده الأكبر واسمه حسين جعفر تكين وكان له ولد آخر أصغر من حسين اسمه إبراهيم فغارت أمه لذلك وقتلت بقراخان بالسم وخنقت أخاه أرسلان في محبسه ثم استلحمت وجوه أصحابه وأمرائه وملكت ابنها إبراهيم سنة تسع وثلاثين وأريعمائة وبعثتمه في العساكر إلى برسخان مدينة بنواحي تركستان وكان صاحبها يسمى نيال تكين فانهزم إبراهيم وظفر به نيال تكين وقتله واختلف أولاد بقراخان وفسد أمرهم وقصدهم طقفاج خان صاحب سمرقند وفرغانة فأخذ من أولاد بقراخان الملك من أيديهم..الخبر عن طقفاج خان وولده. كان بسمرقند وفرغانة أيام بني بقراخان وإخوته ملك من الترك الخانية اسمه نصرايلك ويلقب عماد الدولة ويكنى أبا المظفر ثم فلج سنة اثنين وأربعمائة ومات وقد عهد بملكه لابنه شمس الدولة نصر فقصده أخوه طغان خان ابن طقفاج وحاصره بسمرقند وبيته شمس الدولة فهزمه وظفر به وكان ذلك في حياة أبيهما ثم جاء بعد مماته إلى محاربة شمس الدولة بقراخان هرون بن قدرخان يوسف وطغرك خان وكان طقفاج قد استولى على ممالكها وحاصره بسمرقند ولم يظفروا به ورجعوا عنه وصارت أعمال الخانية كلها في أيديهما والأعمال المتاخمة لسيحون لشمس الدولة والتخم بينهما خجندة وكان السلطان ألبأرسلان قد تزوج بابنة قدرخان وكانت قبله زوجا لمسعود بن محمود بن سبكتكين وتزوج شمس الدولة بابنة ألبأرسلان شمس الملك وذلك سنة خمس وستين وأربعمائة وملكها ونقل ذخائرها إلى سمرقند وخاف أهل بلخ منه فاستأمنوا إليه وخطبوا له فيها لأن أرباس ألبأرسلان سار إلى الجوزجان وجاء إليها التكين وولى عليها وعاد إلى ترمذ فثار أهل بلخ بأصحابه وقتلوهم فرجع إليهم وأمر بإحراق المدينة ثم عفا عنهم وصادر التجار وبلغ الخبر إلى ألبارسلان فعاد من الجوزجان وسار في العساكر إلى ترمذ في منتصف سنة خمس وستين وأربعمائة فلقيه التكين وهزمه وغرق كثير من أصحابه في النهر ثم استقامت الأمور للسلطان ملك شاه فسار إلى ترمذ سنة ست وستين وأربعمائة وحاصرها ورماها بالمنجنيق وطم خندقها حتى استأمن أهلها واعتصم بقلعتها أخو التكين ثم استأمن وأطلقه السلطان إلى أخيه ثم سار ملك شاه إلى سمرقند ففارقها وبعث أخوه السلطان في الصلح فأجابه ورده إلى سمرقند ورجع السلطان إلى خراسان انتهى قال ابن الأثير: ثم مات شمس الدولة وولي بعده أخوه خضرخان ثم مات خضرخان فولي بعده ابنه أحمد خان وكان أحمد هذا أسره ملك شاه في سمرقند لما فتحها ووكل به جماعة من الديلم فلقن عنهم معتقدات الإباحة والزندقة فلما ولي أظهر الإنحلال فاعتزم جنده على قتله وتفاوضوا في ذلك مع نائبه بقلعة قاشان فأظهر العصيان عليه فسار في العساكر وحاصر القلعة وتمكن جنده منه فقبضوا عليه ورجعوا به إلى سمرقند فدفعوه إلى القضاة وقتلوه بالزندقة وولوا مكانه مسعود خان ابن عمه قال ابن الأثير: وكان جده من ملوكهم وكان أصم وقصده طغان خان بن قراخان صاحب طراز فقبله واستولى على الملك وولى على سمرقند أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد العلوي فوليها ثلاث سنين ثم عصى عليه فحاصره وأخذه فقتله ثم خرج طغان خان إلى ترمذ فلقيه السلطان سنجر وظفر به وقتله وأخذها منه عمر خان وملك سمرقند ثم هرب من جنده إلى خوارزم فظفر به السلطان أحمد وولي سمرقند محمد خان وولي بخارى محمد تكين وقال ابن الأثير في ذكر كاشغر وتركستان: إنها كانت لأرسلان خان بن يوسف قدرخان كما ذكرنا ثم صارت لمحمود نورا خان صاحب طراز والشاش فملكها سنة وثلاثة أشهر ثم مات فولى بعده طغراخان بن يوسف قدرخان وملك بلاد ساغون وأقام ست عشرة سنة ثم توفي فملك ابنه طغرل تكين شهرين ثم جاء هرون بقراخان بن طقفاج ثوراخان وهو أخو يوسف طغرل خان فملك كاشغر وقبض على هرون واستولى على ختن وما يتصل به إلى ساغون وأقام عشرين سنة وتوفي سنة ست وتسعين وأربعمائة فولي بعده أحمد بن أرسلان خان وبعث إليه المستظهر بالخلع ولقبه نور الدولة.
|